الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فلعل السائل يشير إلى الحديث الذي أخرجه ابن الضريس وابن مردويه والخطيب والبيهقي عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (سورة يس تدعى في التوراة المعمة، تعم صاحبها بخير الدنيا والآخرة، تكابد عنه بلوى الدنيا والآخرة، وتدفع عنه أهاويل الآخرة. وتدعى الدافعة والقاضية، تدفع عن صاحبها كل سوء، وتقضي له كل حاجة، من قرأها عدلت عشرين حجة، ومن سمعها عدلت له ألف دينار في سبيل الله، ومن كتبها ثم شربها أدخلت جوفه ألف دواء وألف نور وألف يقين وألف بركة وألف رحمة، ونزعت عنه كل غل وداء) والحديث قد أشار البيهقي رحمه الله إلى ضعفه الشديد عندما قال: تفرد به عبد الرحمن بن أبي بكر الجدعاني عن سليمان بن رافع الجندي وهو منكر.
كما أشار إلى ضعفه كذلك الترمذي رحمه الله بعدما خرج حديث: (إن لكل شيء قلباً وقلب القرآن يس) فقال رحمه الله: وفي الباب عن أبي بكر ولا يصح لضعف إسناده.
وقال الشوكاني رحمه الله في تفسيره فتح القدير: ولا يبعد أن يكون موضوعاً، فهذه الألفاظ كلها منكرة بعيدة من كلام من أوتي جوامع الكلم. انتهى
و ما روي من أن من قرأ سورة يس في صدر النهار يجاب دعاؤه أخرجه الدارمي عن عطاء بلفظ. بلغني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (من قرأ يس صدر النهار قضيت حوائجه).
وهذا أثر مرسل -كما رأيت- لأن عطاء ليس من الصحابة قطعاً، فالأثر إذن ضعيف.
ومن هنا تعلم أخي السائل أنه ليس هناك دعاء مستجاب يقال بعد سورة يس، ونحذرك من أن تتعبد لله تعالى بذلك، فإن الواجب على العبد إذا عبد الله أن يعبده بما شرع، وقد علمت أن الله تعالى لم يشرع الدعاء بعد سورة يس، فعليك أن تنتهي عن ذلك، وننصحك بثلاث نصائح:
الأولى: عليك بتقوى الله، فأكثر من الطاعات واجتنب المعاصي ما استطعت، فقد قال تعالى: (ومن يتق الله يجعل له مخرجاً* ويرزقه من حيث لا يحتسب ..) [الطلاق:2-3].
الثانية: أن تكثر من الاستغفار، فهو من أسباب حصول الرزق، إذ يقول تعالى: (فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفاراً*يرسل السماء عليكم مدراراً*ويمددكم بأموال وبنين ويجعل لكم جنات ويجعل لكم أنهاراً) [نوح: 10-12].
الثالثة: أن تكثر من الدعاء، فإن الله تعالى وعد من دعاه بالاستجابة، فقال تعالى: ( وقال ربكم ادعوني أستجب لكم .. ) [غافر:60]
والله أعلم.